Translate

Thursday, August 12, 2010

ماما أمريكا...لماذا عينك حمراء؟

Published on
12/08/2010 18:29
(الرجا الضغط على الصور المرفقة للتكبير)
كشف استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي أن حلف شمال الأطلسي لم ينجح في كسب قلوب الأفغان و لا عقولهم...! (ربما نجح في حصد أرواح كثيرة من كلا الجانبين!)
وقالت نورين ماكدونالد (لاحظت أن اسمها الأول كأنه باكستاني شهير، بينما النصف الثاني أمريكي حتى النخاع و شديد الأمركة) رئيسة المجلس الدولي للأمن و التمنية: "نحن فاشلون في تقديم أنفسنا و شرح أهدافنا للشعب الأفغاني. و هذا يوفر فرصا واضحة لدعاية طالبان و القاعدة ضد الغرب":
(أخيرا اعترفوا بالحقيقة!). (لكن الأهداف المعلنة غير الأغراض الرئيسية الخفية؛ لهذا لن يصدقكم أحد). (ربما كان من الأفضل أن يعترفوا لأنفسهم و فيما بينهم بالحقيقة الكاملة).
و سأركز على أهم نتائج هذا الاستطلاع حيث وجد أن 68 بالمئة يعتقدون أن قوات حلف شمال الأطلسي لا تحميهم. و أن 75 بالمئة يعتقدون أن الاجانب لا يحترمون دينهم وتقاليدهم.
الخبر لا يدعو للدهشة لولا أنني تذكرت صورا لطيفة جدا تصلح لأن توضع على أبواب الجمعيات النسوية في القرن الماضي. حينما كانت النساء الجميلات من الطبقات الراقية تتزين و تخرج لزيارة ملاجيء الأيتام لالتقاء الصور التي تنشر في اليوم التالي تحت عنوان (من أسعد اليتيمات إلى أجمل الأمهات المحسنات...شكرا). و كل ما في الأمر أن السيدات كن متبرعات بقدر من المال مقابل هذه الصور و هذا الظهور الإعلاني، فضلا عن اكتساب هذا اللقب (الأمهات) و هذه الصفة (المحسنات).
و في القرن الواحد و العشرين تظهر صورة الجندي الأبيض الضخم الوسيم و هو يهدي الأطفال في أفغانستان هدايا صغيرة الحجم، ربما بحجم القنابل التي تسقط عليهم. ربما تكون بطاقات مثلا لصور من ماما أمريكا! لا نعلم إلا أن هناك عشرات الأطفال يقفون و يجلسون في صف، و معظمهم حفاة يستظلون بظل حائط كما الأسرى ينتظرون تعطف الجندي بالهدايا قبل اتخاذ الصور. و بالتأكيد سيقال في صحف و مواقع اليوم التالي: من أسعد أطفال العالم بأفغانستان لأجمل و أنبل آباء و جنود العالم...شكرا على الهدايا. لكنهم نسوا أن هؤلاء الأطفال بالفعل قد يستشعرون أن هذا الجندي
بمثابة أب لهم ببساطة؛ لأنهم فقدوا أباءهم في غارة أمريكية هوجاء أصابت مدنيين قصدا أو خطئا كما يقال. 


حين تظهر مامي هيلاري و قبلها تانت كوندا (رايس) لتقولا أن هذا القصف الخطأ أمر لا بد منه في الحروب. طبعا، ألا تعرفون أننا قذفنا الفيتناميين بالنابلم المحرق لدرجة أن الطفلة خرجت تهرب عارية قائلة إنه يحرق يحرق جدا؟ حينها كذب الأب المحسن نيكسون الصورة، ولم يكذب الاعتداء على المدنيين! أمر عادي يحدث كثيرا، ألا تعرفون؟
و لأن الصورة لا تكذب فها هن الفتيات الجميلات الصغيرات في أفغانستان ينظرن من بعيد لجندي من الناتو ...ترى ماذا يدور في ذهن هذه الفتاة البريئة التي لا تعرف شيئا من مفردات الحياة إلا الحرب و فقد الأهل واحدا تلو الآخر. هل ستحب هذا الأب المفترض غصبا لمجرد أنه أهداها هدية ساذجة؟ هل تجهل للأبد أنه السبب في قتل أهلها غدا و أمس؟ هل الأفغان بهذه البلاهة مثلا؟ 

ربما ستقول لماما أمريكا: ماما أمريكا، لماذا عينك حمراء؟ (كما قالت ليلى الصغيرة الساذجة عندما تكشف لها وجه الذئب القبيح أخر القصة). ترد قائلة: لكي استطيع رؤية المدنيين الأبرياء مثلك جيدا قبل القصف!
لست ضد الحرب على الإرهاب، لكنني ضد قصف المدنيين كل يوم بأي ذريعة. و أكرر: ليس كل أجنبي في باكستان أو أفغانستان من المخادعين. هناك من كتبت عنهم و صدقتهم في مقالة (ثلاثة أكواب من الشاي). لأنهم جاءوا بمحض الصدفة بلا تدبير أو اتفاق مع قوات الناتو  و لا طالبان ولا القاعدة ( و ثلاثتهم مر). جاءوا للمساعدة الإنسانية. فعنون المؤلف كتابه الثاني (بالكتب نبني السلام، و ليس بالقنابل). و ليس كما جاءت جحافل جيوش الناتو بحرب متزامنة مع شعارات إقامة  مجتمع مدني و تنمية و تعليم الأطفال. عفوا... الجيوش لا تحسن إلا صنيعة الحرب. و الهيئات الاجتماعية المصاحبة لها لم تكن لتأتي وحدها قبل هذه الحرب. عندما تسقر الأحوال السياسية في أي بلد، و يكون هناك برلمان حر و دولة قوية فإنها ستغير نفسها بنفسها حسب إرادة شعبها لأنها دولة كاملة ناضجة و ليست متسولة للتغير الخارجي. ما معنى إقامة مجتمع بيد و هدمه باليد الأخرى؟ ما معنى أن تصوب مدفعك للأم لترقد ميتة تحت الرماد مع العشرات في غارة غبية و أنت تعطي هدية و كراسة لابنها الذي نجا؟ ماذا سيفعل جيل من المصابين بويلات الحروب لأجل التغيير؟
هل مللت من الصور السابقة؟ تريد أن ترسم صورة أفضل؟ إذن، تعال و انظر للأم الجميلة راقية المظهر تغرس أظافرها الطويلة المطلية بطلاء أحمر قان في لحم طفل إلا إذا كانت مجنونة!  و ينفجر الدم زفات في وجهها و تصير ملابسها البيضاء الراقية جدا مزركشة بدرجات الأحمر كالحية الرقطاء. و يظهر سواد قلبها أكثر فأكثر، و عقلها الخبيث يتقد أرجوانيا كعقل الشيطان...و كل شيء في هذا الكون يصمت جبنا أمام هذه الألوان اللعينة، و لسان حاله يقول إنها أم تفعل ما تشاء بابنها؟ إنها ماما أمريكا حين تحنو على أطفال العالم...ليتها تركتهم و اكتفت بابنتها الحقيقية.
انظر لهذه الصور الجميلة و متع عينيك. إلى أين تذهب هذه الصور الجميلة و هل ستستمر هذه البراءة إلى الأبد؟ كنت أشاهد صورهم الجميلة جدا و وجوههم الرائعة جدا. كم هم رائعون، هؤلاء الأطفال الذين يبتسمون و يمنحوننا تلك الحياة و هذا الأمل بابتسامتهم البسيطة التلقائية و ربما دون سبب لمجرد أنهم رأوا أناسا غرباء أمامهم يبتسمون خجلا و حبا. رغم أنهم غدا سيتحولون لأشلاء و كومة رماد بفعل غارة غير مدروسة من حلف الناتو قد تحتوي على يورانيوم منضب أو فوسفور أبيض، أو ينتظرون لبعد غد و بعد سنين، يستحيلون شبابا لا أمل له في الحياة و ربما يصيرون قواعد جديدة للإرهاب في ذات المكان الذي صبت عليه جيوش العالم نارها لتقضي على الإرهاب. ماهكذا تورد الإبل. 
في نفس اليوم الذي انهيت كتابة المقال قررت أن أحيله إلى قصة...فالقصة أوقع و أكثر ثباتا. كما أنها ستخرجني من الدبلوماسية العرجاء، و الخوف من الرقابة بالإسقاط غير المباشر دون المس بماما أمريكا. ثم جاءت أحداث مقتل المجموعة الطبية التي قتلت في أفغانستان على يد طالبان بالرغم من معرفتهم بأنهم أطباء. لقد قتلوا غيلة بلا ذنب. لقد آلمني ما حصل، و أسفت على هذا الحادث المريع. فقررت أن انشر المقالة بلا تردد. اتضحت قواعد اللعبة بعد نحو عشر سنوات من الحرب على الإرهاب. إذن طالبان لن تغير رأيها، فهل سيغير المتطوعون رأيهم؟ هل سيقول المتطوعون: اتركوا المدنيين فهم لا يستحقون؟ لا اعتقد فالمساعدات ستستمر حتى يقضي الله أمرا مفعولا. ربما امتليء حزنا على مقتل المجموعة الطبية لأنني مثلهم طبيبة تعرف كغيرها من ذوي القلوب النابضة كيف تساعد كل البشر. كنت اقرأ يوما كتاب رجال عظماء و نساء عظيمات و اذكر تحديدا ذلك الطبيب الذي هاجر أوروبه و البيانو الذي أحبه و المحاضرات التي يلقيها ليزور أفرقيا و لاقى ما لاقى حتى نجح في كسب حب الناس. ربما تعرض لصعوبات و انتقادات و محاولات قتل. لكنه كان يعلم بدءا أن هناك ثمة خطر على حياته. و استمر فيما خطط له؛ ذلك أنه آمن برسالته المجردة من أي مصلحة و البعيدة عن أي سياسة. و لهذا ستستمر المساعدات رغما عن طالبان و القاعدة. اعتقدت أن مجموعة الجناة من قاطعي الطريق فقط لأنهم ظهروا في الغابة على أطراف البلاد و الذي حذرهم الأهل من الدخول فيها لكن الفريق الطبي أصر على العبور لأنه يشعر بالأمن و سط المنطقة التي دعي إليها لتقديم الخدمة الطبية. ألا يحتمل أن كل اعتداء قبلي أو عصابي يسند لطالبان و القاعدة برغبتهم أو غير رغبتهم ليزدادا قوة في نظرهما، أو قبحا في نظر العالم. ربما أخلص إلى أن المشكلة لا تحل بالحرب. و لا بد من أن هناك حل ما نجهله. لكنني لا أريد أن يستمر القتل و القصف العشوائي رغما عن كل نداءات التعقل و محاولات الحصول على حلول بديلة. و بين هذا و ذاك يموت طفل و تموت أسر و يموت أطباء. في أفغانستان، لا أرى إلا المواطنيين و الأطباء الأبرياء المقتولين. الجثث التي تحصد اليوم كانت بالأمس حية، و كانت رطبة تشي بحياة واعدة انتهت للتو في لحظات. و البشر الأحياء اليوم ينتظرون كل لحظة الموت الذي يحملونه و حياتهم على أكفهم في كل خطوة. فإلى متى؟

دعك من الصور الرومانسية و الأدبيات البلاغية و البديهيات المكررة، نلجأ إلى الأسلوب العلمي أو السياسي. نستمع أولا للبديهة التي تقول إن محاربة الإرهاب بالإرهاب لا تفيد بل ربما تزيد النار اشتعالا...إذن، هل هناك حل لما يحدث في هذه الحلقة المفرغة؟ أم أن التقنية و التقدم و الحضارة الغربية منتهاهم الحروب؟ ماذا تركوا لعصور الظلام و الإرهابيين كما نعتوهم، ثم حاربوهم بنفس الطريقة؟ هل سنقول شكرا سيادة الرئيس مرات و مرات لعدة رؤساء؟ كما قالها من قبل الأديب باولو كويلهو في مقالته الشهيرة لبوش الابن من سنوات إبان الحرب على العراق بعد أفغانستان. هل هناك حلول تلوح في الأفق لكن يقابلها التكبر و التعصب الأمريكي لطريقته في الحوار و إدارة ضفة العالم؟ لا أعلم. اقرأ و أفكر،ثم اكتب. و عندما لا أتوصل لحل، أقول لكم لا أعلم. عقلي لا يسع أكثر من هذا... رمضان كريم.

WikiLeaks is out today with footage showing a U.S. helicopter attack in Baghdad in 2007 that killed 12 people, including two Reuters staffers, and injured two children. The video, shown above, is graphic and incriminating; U.S. forces can be heard joking and laughing while mowing down men dressed in plain clothing, after seemingly confusing the journalists' cameras for weapons. They later fire upon a van that has come to pick up the wounded

“We’ve shot an amazing number of people and killed a number and, to my knowledge, none has ever proven to be a real threat to our force”. General Stanley McChrystal, former U.S.-NATO commander in Afghanistan
The U.S.-led war on Afghanistan is like the U.S.-led war on Iraq; to destroy the country and to indiscriminately kill large numbers of Afghan civilians. The aim is to terrorise the civilian population into submission using the so-called “War on Terrorism” as a cover-up for a U.S.-led war of terror.

 الصور من الإنترنت و موقع JPG


Depleted Uranium Ammunition in Afghan War: New Evidence

The WikiLeaks Report, Civilian Deaths, and 'Indiscriminate' Attacks

To shoot an Elephant!