و لأن الأمم المتحدة وقفت كالمتفرج و ربما كالمتواطيء أمام مذبحة مسلمي سربرينيتشا فإن أهل الضحايا ألمحوا و أشاروا للأمم المتحدة كعنصر رئيس في هذه المذبحة التي قتل فيها 8000 مسلم على يد القوات الصربية.
كيف؟ حدث هذا بعد أن أعلنت الأمم المتحدة سربرنيتشيا منطقة آمنة فاتجه السكان غير المسلحين فارين إليها. و عندما تقدم الصرب لقتلهم، لم تفعل القوات الهولندية الأممية شيئا و لم تطلق رصاصة واحدة و تركتهم يقتلون في ساعات! كان الذكور (رجال و أولاد) وليمة سهلة للفك الصربي، في حين المهانات و الاغتصابات لحقت بالإناث( نساء و بنات). لهذا فإن العار لا يلاحق فقط القاتل الصربي، بل يلاحق الأمم المتحدة المفترض فيها أن تكون الحمى و السند لكل الأمم المسالمة و ليس العكس. إن سلبية قوات الأمم المتحدة سحبت البساط من تحت هالتها لتؤكد أننا نعيش في غابة شعارها البقاء للأقوى. و الشواهد تتكرر من تصرفات الأمم المتحدة على مر السنوات.
ما هي قصة الأحذية؟ و لهذا فقد أشار الناشطون بإصبع الاتهام نحو الأمم المتحدة و صنعوا لها قاعدة من العار وضوعوا فيها16744 حذاء يمثلون8372 ضحية قتلت في مذبحة سربرنيتشيا في مدخل برلين - Brandenburg Gate- بألمانيا. بينما الأحذية القديمة ملئت أيضا شوارع العاصمة الصربية بلجراد من قبل ناشطين صرب.
إن تجمع الاحذية في برلين و بلجراد يعد تعبيراأو كناية عن خيانة هائلة من قبل الأمم المتحدة لأهالي البوسنة كما يقول النشطاء الألمان.
هناك أراء تختلف معهم:
ربما لاختلاف الثقافة فقد تعتبره أنت إهانة أو عدم الاحترام للأمم المتحدة. أو يعتبره آخرون نوعا من التجني الزائد ضد الأمم المتحدة.
لكن الأمور المصيرية لا تحتمل فرض المجاملة أو سوء الأدب. الموضوع مجرد تعبير مهذب عن حقائق مؤلمة حدثت. كم أن هؤلاء الأوربيين لن يضعوا الأحذية كوسيلة للاعتراض الشكلي و السلام. بل إن هذا التصرف يتوج فترة من النشاط المستمر و التحقيقات و المسائلات و المقالات و المدونات لتبصير للناس بما حدث. و تأتي في النهاية مثل هذه القواعد الشكلية و المسيرات لتحدث بلغة أكثر سخرية. فبالرغم من وجود تحقيقات رسمية مع القوات الهولندية في قاعدة الامم المتحدة المتواجدة حينها إلا إن هذه التحقيقات المتأخرة برأتهم لأسباب مثل خفة التسليح و غير ذلك. و كأنهم كانوا في نزهة مثلا. أهالي الضحايا و الناشطون لم يسكتوا، و أصدروا قرارهم الرمزي بهذه الأحذية. بل إنهم ينوون أخذ الأمم المتحدة نفسها لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، ويدعون ضميرك للاستيقاظ معهم. ربما ساعدهم البعض بزوج من الأحذية القديما متبرعا. و ربما استمر البعض في متابعة القضية باستمرار و نشر أخبارها على مدونته أو صفحته بالفيسبوك حتى لا ننسى.سؤال مستقبلي خبيث: ربما يتساءل البعض ماذا سيفعلون بعد ذلك بهذه الأحذية؟!فمعظمها قديم...نقول لهم: لا تقلقوا فالأمم المتحدة لها قواعد عديدة من العار تحتاج هذه الأحذية في أماكن عدة بالعالم العربي و الأفريقي. هل تعرفها؟ شاهد هذا الفيديو لتعرف ما حدث بالتفصيل... خذ نفسا عميقا...رحم الله الشهداء.